كيف أدار الإصلاح مملكة القبائل في مأرب؟

اخترنا لك

لعقد من الزمن رزحت مأرب، عاصمة الممالك  الغابرة، تحت وطأة  حكم الإصلاح – جناح الإخوان المسلمين- واليوم ومع اقتراب سقوط المدينة بيد قوات صنعاء،  تتكشف الكثير من الأدوات التي ظل يدير بها الحزب هذه المحافظة التي وصفت بـ”الأرض الطيبة”  نظرا لإنتاجها الزراعي وثروتها النفطية والمعدنية ناهيك عن قبائلها  المعروفين بـ”أولي باس شديد”، لكن خلافا للمعتاد قلب الحزب المعروف بخبث  صفاته هذه المعادلة رأسا على عقب محولا حياة  الملايين في هذه المحافظة جحيما  وأرضها ساحة مفتوحة  لصراعات القبائل التي انتهى بها المطاف راكعة عند عتبة أبواب قياداته بعد أن كان يشار لهاماتها بالبنان.

خاص – الخبر اليمني:

ثمة جانب واحد  وأكثر مكرا ركز عليه الحزب على مدى سنوات حكمه القصيرة ومكنته من تشديد قبضته علي مفاصلها  وهو “الثأر” محاولا بذلك تفريق أيادي سبأ في الوقت الذي يعزز فيه نفوذه بتوطين من خارج المحافظة وصل حد بناء مدن سكنية لفئة المهمشين “الأخدام” تحت مسمى نزوح وهو بذلك  يحاول إجراء عملية تغيير ديمغرافي ترجح كفته  مستقبلا  خلال أية عملية سياسية.

اليوم تبدو مأرب أو ما تبقى من أراضي تحت سلطة الإصلاح مجرد قنبلة موقوته قابلة للانفجار بفعل الثارات المنتشرة في أرجائها وخلال فترة قصيرة  تفجرت أكثر من 10 مواجهات ثار قبلية ، أبرزها  تصفية  اثنين من أولاد الشيخ  علي جابر الشبواني، والمعارك المحتدمة  بين مبخوت الشريف وال الجزار الشريف، إضافة إلى ثارات طفحت بين ال حفرين وال رقيصان، وال معيلي والدماشقة،  وال العرادة وال معيلي،  إلى جانب المواجهات بين قبيلتي جهم وعبيدة  ناهيك عن الثارات بين هاشم الأحمر  وعبد القوي الشريف ، وغيرها الكثير من الصراعات التي وفرت مساحة للإصلاح لالتقاط أنفاسه وتوجيهها لصالحه عبر دعم القيادات  القبلية الموالية له أو المنظمة لصفوفه  على حساب أخرى، فيظهر  دعمه الكبير  لمنع قبائل ال شبوان من أخذ الثأر لأولاد الشيخ  علي بن جابر الشبواني واللذان قتلا بدم بارد على يد القيادي في الحزب  علي بن حسين الغريب، ودعم القيادي في الحزب مبخوت بن عبود الشريف للتنكيل بقبائل ال الخراز، ناهيك عن حملات التنكيل والقتل التي يقودها  سلطان العرادة ضد   قبائل آل معيلي  لمنعهم من اخذ ثأرهم منه ، ودعمه قبائل عبيدة ضد الدماشقة ، ومفرح بحيبح  ضد  ال القبلي للاستحواذ على مشيخة مراد.

هذه الخلطة الجهوية من الصراعات لم تجعل القبائل بعيدة عما يطبخ في أرضها من سياسات نهب وتهميش واقصاء وصلت حد إقالة علي محسن لعلي الاعوش من منصبه كنائب عام في خطوة لم يكن محسن ليفعلها عندما كانت هذه القبائل في ذروة قوتها،  بل عززت نفوذ الحزب داخلها   فأصبحت أداة للدفاع عنه في وقت الحرب  وأداة لتنفيذ اجندته في وقت السلم وهو ما يعني افراغ هذه القبائل التي كانت تتداعى  لمجرد حادثة قتل أو ظلم بسيط من قيمها واخلاقها وشيطنتها حتى اصبح بنظر بعضها اقتحام فصائل الحزب للبيوت واعتقال النساء وحتى قتلهم ليس شيء في قاموس أصبح مليء بالانتهاكات لقيم وأعراف القبيلة.

أحدث العناوين

Million-man Yemeni marches declare readiness for the fourth round of escalation against the Israeli entity

The millions of Yemeni masses announced on Friday their readiness to engage in the "fourth round of escalation that...

مقالات ذات صلة