تظاهر سعودي بالقوة في اليمن رغم الهزيمة

اخترنا لك

على الرغم من عرضها الأخير بوقف الحرب والحصار و الذي يعكس هزيمة في صميمه، حاولت السعودية الحفاظ على رباط جاشها  عبر التظاهر بالقوة في الموازاة، فما هي الرسائل التي تحاول ايصالها؟

خاص – الخبر اليمني:

خلال قراءته للمبادرة السعودية للسلام في اليمن حرص وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على وجود المتحدث العسكري باسم قوات التحالف ، تركي المالكي إلى يمينه ، وفي أعقاب ذلك ظهر  نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان بسلسلة تغريدات يحاول فيها الترغيب والتهديد في المبادرة ناهيك عن تكثيف الغارات الجوية على المدن اليمنية، وجميعها رسائل تحاول من خلالها  السعودية الظهور بمبدأ القوي  فكيف تم قراءة المبادرة  من قبل محايدين وحتى موالين لها؟

المبادرة بمضامينها تحمل تنازلات كبيرة تعكس حجم المأزق الذي تعيشه السعودية، فالمملكة التي قادت في الـ26 من مارس من العام 2015  تحالف من 17 دولة وانفقت تريليونات الدولارات لصالح تسخير اخر ما توصلت له التقنية العسكرية من أقمار صناعية  وطائرات تجسس .. إلخ ، وحددت أسبوعين لاجتياح اليمن لم تكن تتوقع ان يصل بها الحال  إلى هذا المستوى من الانحدار  وأن تقرأ وثيقة الاستسلام باليد ذاتها التي اطلقت من خلالها رصاصة الحرب،  وحتى المراقبين لم يكونوا  يتوقعون ان تشهد الاحداث المتسارعة رغم فداحتها تطورا دراماتيكي يعيد للسعودية التي ظلت تحكم هذا البلد بلجنة خاصة   إلى حجمها الطبيعي في المنطقة .

عرض السعودية فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة بقدر ما مثل اعتراف بحصارها لليمن، يشير إلى أن السعودية التي تسوق بقوة مبادرتها الجديدة وتحاول إرضاء صنعاء  التي كان شرط قادتها “وقف العدوان ورفع الحصار” ودفعها نحو القبول بالمبادرة، فهي تدرك بأن سقف صنعاء، كما يرى الخبير الموالي للسعودي ماجد المذحجي،  اكبر من هذه المطالب في ظل التفوق العسكري الجديد لذا تخشى أن ترفض صنعاء المبادرة  الجديدة ما يضع السعودية في موقف محرج أمام المجتمع الدولي ويعرضها لصفعة في مكانتها بين الدول،  وهو السبب ذاته الذي دفع اطراف دولية  بما فيها الولايات المتحدة  والأمم المتحدة لتشجيع المبادرة السعودية  على امل قبول صنعاء بها وبما يحفظ ماء وجهها..

هذه التداعيات في مسار المبادرة السعودية   تشير إلى أن السعودية التي استبقت مبادرتها بدفع الإدارة الامريكية للإعلان عن استعدادها وقف الحرب على اليمن او بمعني اكثر ايضاحا “الاستسلام”  تريد الخلاص من اليمن وقد انهكتها الحرب على كافة الأصعدة وسط مؤشرات عن انهيار اقتصادي في ظل تقارير شركة ارامكوا الأخيرة بشأن تراجع الأرباح إلى ما دون الـ40% لكنها بموازاة ذلك تريد الحفاظ على جزء من ماء وجهها والظهور بمبدأ القوي رغم الانكسار وهو ما ستحاول الدفاع عنه كون تداعيات ذلك على مستقبلها كقائدة في المنطقة  سكون كبير.

أحدث العناوين

Washington replaces the USS Eisenhower aircraft carrier with a base in Saudi Arabia

The USS Dwight D. Eisenhower aircraft carrier has departed the Red Sea region after six months of its deployment...

مقالات ذات صلة