السيطرة على مأرب النفطية – قراءة في التداعيات –

اخترنا لك

تعد مدينة مأرب وعبر التاريخ البوابة للمحافظات الشرقية، ومن يسيطر عليها يتمكن من السيطرة على المحافظات اليمنية الشرقية (شبوة، المهرة، حضرموت)، ولهذا فإن السيطرة على مأرب أو تحريرها، سيجعل المحافظات الشرقية في مرمى الهجوم المحتمل لقوات صنعاء، لا سيما وأن قوات صنعاء تؤكد بأنها لن تتوقف حتى تحرير كل شبر في اليمن، ما يعني الدخول في مواجهة محتملة مع قوات التحالف التي سخرت ثروات وإيرادات المحافظات الشرقية لصالحها. هذا وتتواجد قوات أمريكية وبريطانية وسعودية في المهرة بهدف الإشراف على مد أنبوب نفطي من المملكة إلى بحر العرب، تفادياً للمرور من مضيق هرمز.

وبالسيطرة على مدينة مأرب، ستطوي قوات صنعاء صفحة جبهةصرواح وهي الجبهة التي كانت الأكثر اشتعالاً خلال السنوات الست الماضية، وخسر فيها اليمنيون الالاف من المقاتلين، وكانت تشكل مع جبهة نهم خطراً على صنعاء.

وبالسيطرة على مدينة مأرب، سيتخلص اليمنيون من خطر الجماعات الإرهابية في شمال اليمن بالكامل، وسينحصر وجودهم في المحافظات الجنوبية ولا سيما أبين، حيث يسيطر التحالف السعودي.

وسيكون بإمكان قوات صنعاء تحديد أي نقطة هجوم على قوات التحالف بعد حسم معركة مأرب، وستكون نجران السعودية أقرب نقطة لهم إن فكروا بإشعال جبهات الحدود مع السعودية، كما ستكون محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز، أقرب نقطة لهم إن فكروا بالتقدم صوب المحافظات اليمنية الشرقية، أما إذا فكروا بفتحة جبهات أخرى على الجنوب اليمني بعيداً عن جبهة مأرب، فستكون الضالع هي النقطة الأكثر توقعاً باحتمال السيطرة عليها، وربما ستشتعل جبهات الساحل الغربي، وتفكر صنعاء بالانتقال من معركة الأرض إلى معركة البحر في جبهة الساحل الغربي وتأمين باب المندب.

إلى هذا تبقى صنعاء محافظة على الدعوات المتكررة لإيجاد حل سياسي، شرطه الاساس وقف الحرب ورفع الحصار، فيما تبقى فاتورة الحرب قاسية على المدنيين الذين يسقطون بغارات التحالف السعودي وقصف قواته، وقف ما تؤكده تقارير الأمم المتحدة باستمرار، فيما ترى جمعيات حقوق الإنسان إن ارتكابات التحالف قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب في اليمن.

أحدث العناوين

واشنطن ووكلاءها ينظمون مناورة في الإمارات لحماية إسرائيل

تقيم الولايات المتحدة الأمريكية مع وكلاءها في المنطقة مناورة عسكرية تحت اسم علم الصحراء 9 وتنطلق من قاعدة الظفرة...

مقالات ذات صلة