يعتزم الكونجرس الأمريكي إحكام السيطرة على سياسات إدارة الرئيس جوزيف بايدن في سوريا. تم تضمين عدد من المتطلبات التنفيذية في مسودة ميزانية الدفاع الأمريكية للسنة المالية 2022، التي وافق عليها مجلس الشيوخ توصف المبادرات في الاتجاه السوري بأنها علامة على الخلاف التام للمشرعين مع استراتيجية واشنطن، مما أدى إلى حقيقة أن القيادة السورية حصلت على تنازلات دبلوماسية كبيرة.
ترجمات-الخبر اليمني:
ولفت “المونيتور” الانتباه إلى أنّ مشروع ميزانية الدفاع قد يشدّد متطلبات السياسة السورية للإدارة الرئاسية الأمريكية سلسلة من التعديلات، برعاية رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب جريجوري ميكس ورئيس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط تيد دويتش ، تلزم البيت الأبيض برفع تقرير عن استراتيجية الانسحاب من الصراع السوري وتكتيكات المفاوضات بشأن المشكلة مع روسيا وتركيا والمعارضة. كما يُطلب من البيت الأبيض إقناع الدول الأخرى بسحب مواطنيها الموجودين في معسكرات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش، المحظورة في روسيا) وأفراد أسرهم.
في الوقت نفسه، تتحمل الإدارة الرئاسية الأمريكية مسؤولية الجهود المبذولة لمنع التطبيع الدبلوماسي بين دمشق وبقية العالم العربي، وهو ما يخشى المشرعون أن يؤدي إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية. بالنظر إلى أن فريق بايدن أظهر في الأشهر الأخيرة استعداده لإضعاف بعض العقوبات ضد القيادة السورية، فإن البيت الأبيض ملزم بالإبلاغ عن الموارد المالية لعائلة الرئيس بشار الأسد.
في بعض الأوساط السياسية، يتهم بايدن بعدم المبالاة بما يحدث في سوريا وهو متهم بعدم الرغبة في عرقلة التقارب الدبلوماسي بين دمشق وعواصم عربية أخرى ومع ذلك، لم تتخذ إدارة بايدن قرارات بشأن الوجود العسكري في شمال شرق سوريا. وبحسب ما لاحظه مسؤولون أميركيون، تبقى القوات في هذه المناطق لمواجهة فلول داعش ولم يتردد دونالد ترامب في القول إن الوحدة المنتشرة هناك ضرورية لحراسة نقاط النفط.
في محادثة مع NG، أشار بافيل كوشكين، الباحث في معهد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إلى أن المبادرة من جانب الكونجرس جعلت نفسها محسومة في عهد ترامب أيضًا. المثال الأكثر لفتًا للنظر هو المناقشات حول قانون مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA)، حيث كانت هناك محاولة للحد من تأثير البيت الأبيض على آلية صنع القرار في السياسة الخارجية. وأوضح المحلل: “إذا تحدثنا عن مقاربات بايدن، فسأقول إن هناك استمرارية في بعض النقاط” “على سبيل المثال، إذا أخذت أفغانستان، فإن بايدن ينأى بنفسه عن ترامب ويعارضه، لكنه في الواقع أكمل ما بدأه”.
وقال مصدر إن فريق بايدن الحالي لم يظهر مشاركة نشطة في القضية السورية “سوريا لا تزال في الخلفية بالنسبة لهم”، يقول كوشكين يعتقد الخبير أن “السياسة الخارجية تصبح جزءًا من السياسة الداخلية لأنها تؤثر بشكل مباشر على النقاش الداخلي في الكونجرس وكيفية توزيع أموال دافعي الضرائب بالإضافة إلى ذلك، فإن السياسة الخارجية تشكل جزئياً صورة بايدن على سبيل المثال، كان للصراع العربي الإسرائيلي تأثير سلبي عليه، وكذلك انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان أدت الأخطاء على هذا المنوال إلى تآكل التصنيفات بشدة وعمقت الصدع بين بايدن والتقدميين اليساريين في الحزب الديمقراطي وهذا ادى الى تفاقم التناقضات الداخلية “.
وبحسب محاور NG، فإن رغبة الكونجرس في لعب دور كبير في الملف السوري يفسرها إرهاق الحرب التي طال أمدها في الجمهورية العربية ومشاركة الولايات المتحدة فيها. “إذا قمنا بتحليل النقاط التي اقترحها أعضاء الكونجرس على وجه التحديد ، فيمكننا القول إن هذا نتيجة قناعة الكونجرس بأن بايدن لا يولي اهتمامًا كافيًا للنزاع ويقدم تنازلات ، على نطاق أوسع ، هذه محاولة من قبل الكونجرس لانتهاك حق الرئيس في إدارة السياسة الخارجية.
الكاتب: إيغور سوبوتين
صحيفة: نيزافيسيمايا غازيتا
