وثيقة مصفوفة الحضارم.. تنازل عن نفوذ الوادي لالتهام الساحل

اخترنا لك

فجأة وبدون سابق إنذار، أعلن  في حضرموت، المحافظة النفطية والأهم جغرافيا، توقيع اتفاقية جديدة تحت مسمى بـ”مصفوفة مطالب أبناء حضرموت”.

ومع أن من وقعت هذه الوثيقة هي أطراف تدير ما تسمى بـ”الشرعية” وتتقاسم حكومته كحصص وتخوض أيضا صراعات في المحافظة الشرقي لليمن، إلا أن توقيتها أثار الكثير من الجدل، خصوصا وانها تضمنت احتيال كبير مقابل تنازل بسيط ، فكيف تم قراءة المصفوفة بأبعادها؟

خاص – الخبر اليمني:

المصفوفة المنشورة، والتي حظيت بتسويق وسائل إعلام الإصلاح، سلطة الأمر الواقع في الهضبة النفطية  للمحافظة، تتضمن محاور اقتصادية وعسكرية وسياسية، وقد ابرزت الجانب الاقتصادي أولا بجملة نقاط أبرزها تنازل فصائل الإصلاح عن عائدات مطار سيئون ومنفذ الوديعة  مقابل تحويل إيرادات المحافظة إلى حسابات حكومة هادي في البنك المركزي وهي خطوة ذكية قد تمهد الطريق للإطاحة بمحافظ الامارات هناك فرج البحسني والذي توعد الإصلاح مؤخرا بإزاحته.

اضف إلى ذلك ، تخصيص بند بتكليف حكومة هادي انشاء منشأة لإنتاج الغاز المسال  وهي المرة الأولى التي  تدعوا فيها قوى “الشرعية” لإنشاء  شركة من هذا النوع وهي تحمل في مضمونها  بصمات إصلاحية في ظل فشل الحزب بالاستحواذ  على منشاة بلحاف في شبوة وقد تقود مستقبلا لتحويل  امدادات مأرب من الغاز المسال إلى حضرموت بدلا عن شبوة.

كما تضمنت مطالب برفع الحصار عن موانئ حضرموت البحرية والجوية في إشارة واضح إلى طرد الإمارات من مطار الريان الذي تتخذه كقاعدة عسكرية لها وأنهاء إدارتها لميناء المكلا، وجميعها قد تقود في نهاية المطاف  وفي حال حققت إلى تحويل  مقر الحكومة إلى هذه المحافظة التي أصبحت مؤخرا مناورة خصوم الانتقالي العالق في مستنقع الأزمات بمعقله في عدن.

أما على الصعيدين الأمني والعسكري فلم تتجاوز توجيهات سابقة من هادي بتجنيد 3 ألف مقاتل في صفوف قوات هادي وسبق لوزير الداخلية المحسوب على الإصلاح بطرق القبائل الموالية لحزبه وعلى راسه رئيس مرجعية حلف حضرموت لاختيار المجندين، ناهيك عن المصطلحات المطاطة التي إشارت في بند واحد إلى ضرورة منح حضرموت القرار العسكري والسياسي دون الإشارة إلى للطرف الممثل لحضرموت.

إشهار المصفوفة الجديدة خلال لقاء كافة فرقاء “الشرعية” بمدينة سيئون بما فيهم قيادات المجلس الانتقالي، بقدر ما تحمل في طياتها محاولة إرساء قاعدة تقاسم جديد بين تلك الأطراف، يبدو الانتقالي الطرف الأضعف فيها، وقد تكون نتاج إتفاق مؤتمري – إصلاحي برزت مؤشراته من التصريحات التي أدلى بها سلطان البركاني، رئيس برلمان هادي من الولايات المتحدة حول رفضه خروج محسن، وربما تدخل من تحت الطاولة للتحالف خصوصا إذا ما تم اخذ في الاعتبار المحاولات السعودية الأخيرة للتقريب بين طرفي الصراع في اليمن، لكنه قد يمثل بالنسبة للإصلاح الذي  كان أول الموقعين عنه مع إنه ينتزع بعض من موارده  في الهضبة النفطية بما فيها امتيازات الامن والحماية بتضمنه بند خاص بإنشاء أنبوب للنفط  يمد حقول الإنتاج وموانئ التصدير، فرصة للهروب من الضغط  الإقليمية والمحلية الهادفة لإزاحته من المشهد  والبحث عن مكاسب سياسية في التشكيلة المقبلة لما بعد مرحلة اتفاق السلام.

أحدث العناوين

حزب الله يواصل إسناد المقاومة ويقصف عدداً من المستوطنات الإسرائيلية

أعلنت المقاومة الإسلامية - حزب الله في لبنان، استهداف مستوطنتي "غورن" و"شلومي" بالأسلحة الصاروخية والمدفعية. متابعات-الخبر اليمني: وقالت المقاومة في بيان...

مقالات ذات صلة