فرصة لإنقاذ شركة الزيت العربية..

صنعاء تختبر حقيقة التوجه السعودي نحو السلام

اخترنا لك

لم تكن الحرب في اليمن نزهة كما ظن التحالف في البدء، ولا يحتاج لفطنة كبيرة لكي يدرك بعد سبعة أعوام أنها قد تحولت إلى مأزق يتعاظم مع الوقت، وليس ثمة من مخرج سوى الانسحاب.

زكريا الشرعبي-الخبر اليمني:

تكفي نظرة واحدة إلى ألسنة اللهب المتصاعدة من منشأة أرامكو في جدة، عقب استهدافها ضمن عملية كسر الحصار الثالثة من قبل قوات صنعاء يوم الجمعة، لمعرفة المصير الذي آلت إليه حرب التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، فقبل سبعة أعوام تماما من تاريخ هذه الضربة أعلن التحالف بدء الحرب على اليمن، وكان من المفترض أن تحقق الحرب أهدافها في شهرين على الأكثر، كما وعد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية حينها جون برينان.

تقول ألسنة اللهب المتصاعدة من أرامكو(شركة الزيت العربية)، إن الحرب لم تفشل فقط في القضاء على أنصار الله، بل على غير المتوقع أصبحوا في ظلها قوة فاعلة على مستوى اليمن والمنطقة، وهاهم بعد أن هشموا صورة السعودية المنيعة، ينجحون حتى في تغيير لغة خطابها من التهديد إلى العويل والمناشدة واستنكار الصمت الدولي إزاء ما تتعرض له.

لم تكن العملية التي ضربت 16 هدفا في مختلف مناطق السعودية يوم الجمعة بأعداد من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة هي الأولى، بل قد سبقها العشرات من العمليات، غير أن هذا النوع من العمليات يكشف قدرة صنعاء على توسيع زخم عملياتها لتغطي في الوقت الواحد كافة أراضي المملكة وأهدافا متنوعة، وبأسلحة متنوعة، وفي التوقيت الذي تريد.

وإذ تدرك الرياض هذا الواقع، واستحالة تحقيق أي انتصار، وتصرح بين الحين والآخر أن خياراتها العسكرية وصلت إلى طريق مسدود كما صرح بذلك وزير خارجيتها فيصل بن فرحان الشهر الماضي، معترفا بطول أمد الحرب على غير المتوقع، فإن صنعاء لا تركن إلى القوة كخيار وحيد، وترمي حبل النجاة لخصومها، على أمل أن يتمسكوا به، فيخرجون بماء الوجه، ولذلك لم تنقض ساعات على تنفيذ “عملية كسر الحصار الثالثة” ودخول العام الثامن من الحرب، حتى أعلنت صنعاء مبادرة علقت بها جميع عملياتها العسكرية ضد السعودية لمدة ثلاثة أيام  قابلة للتحول إلى التزام نهائي، إذا أوقفت السعودية الحرب ورفعت الحصار وأخرجت القوات الأجنبية من البلاد.

تكمن في هذه المبادرة الفرصة للسعودية التي تفتقر إلى الخيارات الأخرى وهي اختبار لجدية أحاديثها عن السلام، وسيكون من مصلحة ولي العهد السعودي الموافقة على المبادرة، لإغلاق ملف حرب اليمن، والتفرغ لتنفيذ رؤية 2030م التي أعلن عنها منذ سنوات، ولم يستطع التقدم فيها.

هي أيضا فرصة للولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى إلى استقرار سوق الطاقة، فاستمرار ضربات قوات صنعاء على شركة أرامكو لا يخدم توجهها لا سيما في ظل الحرب الأوكرانية وارتفاع أسعار النفط عالميا، وسيكون على واشنطن التي تضطلع بدور رئيس في الحرب الضغط على السعودية لإعلان القبول بالمبادرة.

إن البديل عن القبول بالمبادرة، سيضاعف المحنة السعودية والخسائر، وسيضاعف اضطراب سوق الطاقة، فما أعلنه قائد حركة أنصار الله في خطابه عن ملامح العام الثامن من الحرب، وتدشين قوات صنعاء لمعركة كسر الحصار، يشير إلى أن عملية يوم الجمعة ليست سوى رأس الجليد وسيبتعها عمليات أوسع حتى تحقق صنعاء هدفها.

إقرأ أيضا:الحوثي يحدد قواعد اشتباك ومسارح عمليات العام الثامن

أحدث العناوين

قصف واشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال شرق مدينة رفح 

شهد شرقي مدينة رفح على الجانب الفلسطيني قصف للاحتلال واشتباكات عنيفة بين المقاومة الإسلامية وقوات الاحتلال بعد إعلانه السيطرة...

مقالات ذات صلة