أمريكا تدفع نحو الإضرار باقتصاد العالم كي لا ترفع الحصار على قطاع غزة

اخترنا لك

حين بدأت العمليات اليمنية ضد السفن الإسرائيلية في 19 نوفمبر 2023م قال رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هذه مشكلة دولية وليست مشكلة إسرائيل، ومن هذه النقطة بدأ تصوير العمليات على أنها تهدد الملاحة الدولية.
زكريا الشرعبي:
ونظرا لأن العمليات اليمنية تستهدف السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى إسرائيل كان لا بد أن يجد هذا اللوبي قصصا يعتمد عليها لحث أمريكا وحث الدول الأخرى على الذهاب نحو التصعيد..
هذه النقطة هي الدفع بشركات الشحن البحري إلى إعلان توقفها عن عبور البحر الأحمر وتحويل سفنها نحو مضيق جبل طارق، و عبر نفوذهم وامتلاكهم حصة في عدد من كبريات هذه الشركات، وعبر الإعلام أيضا، تمكنوا من دفع شركات مختلفة لإعلان ما يريدونه.
واستنادا على هذه القصص بدأت وسائل الإعلام ومراكز الدراسات والبحوث، وعدد من أعضاء الكونجرس المعروف ارتباطهم بآيباك، ومسؤوليين عسكرييين سابقين ومسؤوليين سياسيين ومعلقين صهاينة، بالحديث عن عجز واشنطن في مواجهة هذا الخطر المتصور، وأن ذلك يعني فشلها، وتراجع مكانتها، ويستحثون حب العظمة لدى أمريكا، ويضعون المقارنات بين بايدن وترامب،وأنه لو كان ترامب لكان الأمر مختلفا لكن بايدن جعل أمريكا تبدو ضعيفة.
وهكذا المئات من هذه القصص تتداولها وتنشرها بلومبيرج وواشنطن بوست ونيويورك تايمز ومن شبكات التلفزة شبكة فوكس نيوز التابعة للملياردير اليهودي روبرت مردوخ، والتي تركت قضية أوكرانيا جانبا واتجهت لاستضافة قادة البحرية السابقيين والسياسيين بما في ذلك مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكية السابق، وغيره وغيره.
 
بل إن أحدهم وهو مسؤول الناتو سابقا ويدعى جيمس ستارفيدس دعا إلى ضرب من وصفهم بالحوثيين وإيران، ومنذ بدء العمليات اليمنية تم رصد نشره 3 مقالات في بلومبيرج ومقالات ومقابلات في صحف أخرى لهذا الرجل، وكلها تتهم أمريكا بالضعف إذا لم تفعل وتفضل خيارات الحرب.
 
ما أكتبه هنا ليس تهويلا، فاليمن تأخذ جميع التهديدات بجدية كما قال الرئيس المشاط، وإنما الهدف هو كيف يفضل هذا اللوبي المقامرة بمصالح العالم، والدفع نحو تسويع الحرب في المنطقة وتحويل البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة لمدة طويلة، على أن تتضرر مصالح إسرائيل أو يتم رفع الحصار عن قطاع غزة.
 
هل رفع الحصار عن قطاع غزة أصعب من خوض الحرب على اليمن وحشد القوات إلى المنطقة والمقامرة بمصالح العالم؟! ..هذا السؤال يجب على الناس أن يطرحوه.
 
سيقول البعض إن بعض السفن لم تكن متجهة إلى إسرائيل وتم استهدافها، وهذا غير صحيح ويروجه اللوبي الصهيوني، ومثال ذلك سفينة ميرسك هانغزو، التي تم الإعلان من قبل الإعلام الصهيوني أنها كانت متجهة إلى مصر وليس إلى إسرائيل، بينما يتحدث الإعلام الإسرائيلي قبل أيام من استهدافها أنها تقف في المحيط الهندي ولا يعرف ما إذا كانت ستصل إلى إسرائيل عبر جبل طارق أو ستنتظر قرار ميرسك لعبور البحر الأحمر، كما تطرق إلى أن تاخرها عن الوصول إلى إسرائيل بسبب هجمات البحر الأحمر سيسبب مشكلة في المخزون، وعندما تم تشكيل التحالف عبرت هذه السفينة راكنة إلى الحماية الأمريكية، وقد صرحت ميرسك بذلك، فتم تحذيرها مرارا، بما في ذلك رسائل نارية، ومع ذلك أصرت على العبور حتى تم استهدافها.
 
إن الصهيونية تنظر إلى اليمن كخطر في الحاضر لكنه يمتد إلى المستقبل، حيث كسر قاعدة التفرد بفلسطين، وأظهر واحدة من أهم نقاط القوة لدى الأمة، وبالتالي يخشى العدو من حضوره في أي مواجهة مستقبلية، ولطالما تحدث نتنياهو سابقا في العام 2015م وفي العام 2019م أن باب المندب يجب ألا يكون تحت سيطرة قوة معادية.
 
يمكن أيضا أن نلاحظ أن إسرائيل لم تعلن أنها ستنظم إلى التحالف الأمريكي،إنهم لا يريدون إظهار أنه لحماية إسرائيل وسفنها، بل يريدون توريط العالم.

أحدث العناوين

ممثلو الفصائل الفلسطينية في صنعاء: للعمليات اليمنية تأثير كبير على العدو واقتصاده

قال رئيس "اللجنة الوطنية لنصرة الأقصى" في صنعاء، محمد مفتاح، السبت، إن ما تقوم به القوات اليمنية من عمليات...

مقالات ذات صلة