التلويح بورقة “الإرهاب “.. أمريكا تستنفد أوراقها في اليمن

اخترنا لك

عادت الإدارة الامريكية الحالية ،بقيادة دونالد ترامب، الاثنين،  للتلويح مجددا بورقة الإرهاب في وجه الحوثيين في خطوة عكست قلة حيلة أمريكية واستنفاذ لكافة اوراقها في التعامل مع الوضع في اليمن والذي يزداد تعقيدا مع اقتراب الحرب التي تشارك فيه الولايات المتحدة من عامها السابع ، فما تداعيات القرار الأمريكي بتصنيف “انصار الله” جماعة إرهابية وما إمكانية تنفيذه؟

خاص – الخبر اليمني:

حديث وزير الخارجية الأمريكي عن توجه أمريكي لإدراج من وصفهم بـ”انصار الله” على قائمة الإرهاب، ليس جديد وقد لوح به الوزير قبل اشهر ولاقى معارضة إقليمية دولية، لكن الجديد بالتهديد الأمريكي توقيته الذي يشير إلى أن إدارة ترامب، التي لم يتبقى على نهايتها سوى بضعة أيام،  تحاول القاء كامل ثقلها في اليمن بهدف اخراج السعودية من مستنقع الحرب التي ورطتها فيها أصلا مع اقتراب  سواء عبر  ممارسة درجة الضغط القصوى على الحوثيين  للقبول بخارطتها للسلام أو  بتعقيد  أي خطوات مستقبلية للإدارة الجديدة لجو بايدان باتجاه  الدفع بإنهاء الحرب والحصار المستمرة منذ 2015.

فعليا لم يعلن بعد التصنيف وقد تكون تصريحات بومبيو من باب قياس ردة الفعل محليا وإقليميا، وحتى لو أرادت الإدارة الامريكية التي قامت بإخطار الكونجرس  بنيتها استهداف الحوثيين بالقرار الجديد الذي سبق وأن ضمت له كافة حركات المقاومة لها في المنطقة كحزب الله والحشد الشعبي وحماس وقائمة طويلة من التيارات السياسية والدينية الغير مرتبطة بواشنطن،  فإن عليها أولا تقديم تفسيرات  كافية لإقناع المشرعين  الأمريكيين بقرارها هذا وهو ما يشير إلى أن إمكانية التصنيف مستبعدة في الوقت الحالي  نظرا لتعقيدات المشهد في اليمن وداخل الولايات المتحدة نفسها  بما فيها إمكانية عزل ترامب قبل موعد تطبيق القرار المتوقع قبل يوم على تسليمه السلطة  هذا على الصعيد الأمريكي ، أما على الصعيد الدولي  فقد لا يجد قرار واشنطن قبولا حتى في المنطقة العربية نظرا لتأثيره على الوضع الإنساني المنهار أصلا، و قطع كافة السبل لسلام  في اليمن نظرا لما تمثله حركة انصار الله من سيطرة فعلية  على الكتلة السكانية الأكبر في اليمن ومعظم المحافظات اليمنية.

قد يكون التلويح الأمريكي  من باب الضغط باتجاه  انهاء للازمة في اليمن وفقا لنظرية واشنطن التي سبق وأن رفضتها الأطراف اليمنية في بداية الحرب وعندما كانت صنعاء تتعرض للقصف بمختلف أنواع الأسلحة والقنابل الامريكية، لاسيما وأن الحديث عن قائمة الإرهاب جاء عقب محاولة أمريكية لجر “الحوثيين” إلى  سلام مع السعودية عبر عرض السفير الأمريكي السابق جيرالد فيرستاين عن رغبة السعوديين  في التقارب مع صنعاء أو بعبارة اكثر وضوحا الحصول على أصدقاء في صنعاء مع تلبية كافة مطالبهم مقابل ما وصفه بـ”قطع العلاقات  مع ايران” وهي خطوة مستبعدة في الوقت الراهن وفي ظل المخاوف من مكائد تخبئها الولايات المتحدة مستقبلا ومحاولة لفرض اجندات  لا تتفق مع توجهات الحوثيين على الأقل في الحفاظ على وحدة وسيادة البلد،  ليعقبه نائب السفير الأمريكي السابق، باستعراض رؤية أخرى  تتضمن تقارب مع ايران مقابل منح السعودية منفذ لتصدير نفطها  عبر  اليمن وصولا إلى بحر العرب وهي محاولة بائسة للضغط على الحوثين بإمكانية عقد صفقة مع ايران، لكن التهديد الأمريكي يعكس بكل تأكيد فشل الولايات المتحدة التي تنشر عشرات البوارج ومئات الطائرات قبالة السواحل اليمنية في البحر العربي وخليج عدن والبحر الأحمر  في فرض اجندتها في اليمن وهو  بكل تأكيد أيضا مجرد ما يوصف محليا “ركلات تيس مذبوح” فلا القرار سيطبق ولا أمريكا ترامب ستحقق أهدافها التي تسعى من خلالها تقريب السعودية وتل ابيب خطوة أخرى على طريق التطبيع.

أحدث العناوين

عبد السلام: مصير الوحشية الأمريكية ضد غزة الانكسار ولن تستمر في حكم المنطقة

قال رئيس وفد صنعاء في المفاوضات السياسية، محمد عبد السلام، الثلاثاء، إن 200 يوم من الإجرام الصهيوني المتواصل بحق...

مقالات ذات صلة