الإمارات والسعودية: الرهان على الوقت

اخترنا لك

عادل مرزوق:

الأجواء بين #السعودية و #الإمارات ملبدة بالغيوم. المحور الذي ضم إلى جانب السعودية والإمارات كل من مصر والبحرين والأردن (على استحياء) انهار تمامًا.  وجهات النظر لم تعد مُتطابقة، لا في اليمن فقط بل وفي السودان وليبيا وحول العلاقات مع إيران وإسرائيل أيضاً.

السعودية المُتطلعة لدور سياسي دولي وازن ولنهوض اقتصادي استثنائي تنتهج ايقاعًا صادمًا ومتسارعًا لم يألفه أحد، السعودية بمساحتها الشاسعة وتنوع تضاريسها وتعدادها السكاني وثرواتها الكبيرة تمثل تحديًا بالغ الصعوبة، لا على الإمارات وحسب بل وعلى حساب قطر أيضًا.

في الاقتصاد، يعتقدُ الإماراتيون أن السعودية بسياساتها المالية والاقتصادية تهدد درة تاج الخليج (دبي)، هذا صحيح لكن الأصح هو أن السعودية تعوض سنوات طويلة من الاستنزاف الطوعي لقدراتها وثرواتها، وعليه، لا تهتم الرياض هنا بدبي أو بأي مدينة أخرى.

ما دامت أسعار النفط بعافيتها، ستبقى السعودية تقفز في مشاريعها وخططها التنموية. يريد السعوديون تعويض ما فات. رغم ذلك، يمكن ملاحظة أن الإماراتيين والقطريين لم يعلنوا حتى الآن عن مشروعاتهم المستقبلية التي لن تقل عن تطلعات وطموحات السعوديين. في غضون أشهر، من المتوقع أن يكشف الإماراتيون والقطريون عن خططهم للبقاء في الواجهة. كل شيء ممكن: مدن سكنية مُعلقة، مدن صناعية، أسواق حرة عالمية.

نعود للسياسة، هذه ليست المرة الأولى التي لا تكون فيها العلاقات السعودية الإماراتية بخير. هل يبدو هذا مخيفًا؟ لا. هناك خبرة إماراتية في ضبط ايقاع العلاقات مع السعودية، ستمتص أبوظبي الصدمات والخلافات وستكون شهيتها مفتوحة لتقديم التنازلات.

قد يكون الأكثر إزعاجًا لأبوظبي من إدارة يوميات خلافاتها مع السعودية هو انهيار محور بذلت جهودًا استثنائية في تأسيسه وتمكينه قبالة المحورين الإيراني والتركي – القطري.

ولئن كانت السعودية بانفكاكها عن تحالفها الإمارات قد سارعت إلى ترميم علاقاتها مع قطر وإيران وتركيا فإن الإمارات فعلت المثل تمامًا وبذات التسارع.

في مستوى العلاقات مع واشنطن تتمتع أبوظبي بأفضلية مريحة على الرياض، لكن هذه الأفضلية محكومة بعاملين إثنين: بقاء الرئيس بايدن في البيت الأبيض أولاً، ومدى قدرة السعوديين على صناعة جماعات ضغط وحلفاء يستطيعون مجاراة مكنة الإمارات الدبلوماسية في واشنطن ثانياً.

ليس من المتوقع أن تذهب العلاقات السعودية الإماراتية نحو المزيد من التدهور.

لا شك أن السعودية اليوم هي أكثر قدرة على ضبط إيقاع سياساتها الخارجية ومكنتها الإعلامية عما كانت عليه. من جهة أخرى، يُدرك الإماراتيون أيضاً أن ربيع العلاقات بين الرياض ودول المنطقة لن يدوم طويلاً. وعليه، من المتوقع أن لا يتردد الإماراتيون في الاستفادة من تكتيك الإيرانيين ذائع الصيت (الصبر الاستراتيجي).

سياسياً،  سيجد الإماراتيون والسعوديون أرضية مشتركة وتفاهمات معقولة لضبط علاقاتهما.

اقتصاديًا، الزمن لا يعود إلى الوراء. ولذلك، الأولى بأبوظبي ودبي وجميع عواصم الخليج القبول بأن صعود السعودية أمر واقع لا مفر منه، وأن المنافسة ستكون صعبة ومرهقة. وكما أن للسعودية نقاط قوة ترتكز عليها، يمتلك الإماراتيون مثل ذلك.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .. وسلامتكم ..

 

نقلا غن حساب الكاتب في تويتر

أحدث العناوين

واشنطن ووكلاءها ينظمون مناورة في الإمارات لحماية إسرائيل

تقيم الولايات المتحدة الأمريكية مع وكلاءها في المنطقة مناورة عسكرية تحت اسم علم الصحراء 9 وتنطلق من قاعدة الظفرة...

مقالات ذات صلة