علماء السعودية وأئمتها في “تويتر”.. البقاء لمن أطاع

اخترنا لك

الخبر اليمني/متابعات:

قيَّدت السلطات السعودية دور المشايخ والدعاة المعتدلين، الذين ينتقدون سياسة بلادهم حول العديد من القضايا الداخلية والخارجية، ويدعون الشباب السعودي إلى الالتزام بالقيم الدينية والاجتماعية، وعدم مجاراة “الانفتاح” في المملكة بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان، في حين فتحت الباب أمام آخرين أبدوا حرصهم على التقرب من “ولاة الأمر”، تاركين خلفهم تاريخاً طويلاً من التناقض في المواقف السياسية والاجتماعية والشرعية.

وفي ظل سياسة الانفتاح الاجتماعي والترويج لـ”سعودية جديدة”؛ دأبت السلطات الأمنية في السعودية على إسكات حسابات الدعاة الوسطيين، الذين لا تتماشى آراؤهم مع ما يريده ولي العهد، إما بالإغلاق أو المنع من التغريد أو مُجاراة نظام الحكم، وتأييد سياسة محمد بن سلمان حول التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي والانفتاح الاجتماعي وشرعنة الغناء والسينما والمهرجانات والاختلاط، وعدم التطرق إلى ما يخالف ذلك مطلقاً.

ومنذ صعود نجم ولي العهد محمد بن سلمان، حجَّمت السلطات السعودية دور الدعاة المعروفين بوسطيتهم بين مجتمع الشباب العربي، منهم الشيخ سلمان العودة وعلي العمري ومحمد موسى الشريف وعوض القرني، في وقت أعلن فيه الشيخ عائض القرني ما أسماها “حالة الطلاق” مع السياسة، وأكد أنه لن يتطرق في تغريداته للشأن السياسي مطلقاً، كما لم يتطرق حتى الآن إلى أي من التغيرات في المجتمع السعودي.

وليس الشيخ عائض القرني فحسب، بل أيضاً الشيخ عادل الكلباني ومحمد العريفي وغيرهم الذين تظهر تعليقاتهم وتغريداتهم عبر “تويتر” التودد والتقرب إلى ولي العهد وسياسة “الانفتاح” داخلياً وخارجياً أو عدم نقدها بأي شكل من الأشكال، وتأييدهم في كثير من الأحيان ما كانوا ينكرونه قبل تولي محمد بن سلمان هرم القيادة في البلاد، من أمور شرعية وسياسية واجتماعية في عموم العالم الإسلامي.

– حساب الشريم معلَّق!

وفي ظل سياسة تكميم الأفواه، التي تنتهجها “مملكة بن سلمان الجديدة”، المتمثلة في المنع من التغريد والسجن، أغلقت السلطات السعودية، الجمعة (6 أبريل 2018) حساب الشيخ سعود الشريم، إمام وخطيب الحرم المكي الشريف، على موقع “تويتر”، الذي دأب من خلاله على انتقاد الأمور السياسية والاجتماعية التي يراها مخالفة لتعاليم الدين والشريعة.

سعود بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم آل شريم، ولد في العاصمة السعودية الرياض عام 1964، وهو إمام الحرم المكي، وعميد كلية الدراسات القضائية والأنظمة بجامعة أم القرى، وهو أيضاً قاض سابق بالمحكمة الكبرى بمكة المكرمة.

وأثار إغلاق الحساب استياء كبيراً في صفوف متابعي الشيخ، الذين دشنوا وسماً بعنوان #إيقاف_حساب_الشيخ_سعود_الشريم، وعج الوسم بالنقد للسياسات التي تنكل بالعلماء وتلقي بهم في السجون أو تجبرهم على السكوت، في حين تترك المساحات لمن يماشون ريح الانفتاح التي هبّت على البلاد مؤخراً.

وقال أحد النشطاء: “أصبح علماؤنا ما بين معتقل في السجون وآخر مهدد بالاعتقال، وكأن هناك من يريد لنا أحد خيارين؛ التطرف أو الانحلال، بعد أن غُيِّب دعاة الوسطية والاعتدال”، وذلك في إشارة إلى الحملة التي يشنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضد من يعتبرهم متطرفين.

واعتبر نشطاء إغلاق حساب إمام الحرم المكي محاولة لإخلاء الساحة من كل الأصوات التي تحظى بالتقدير، ولا تنجرف خلف رغبات السلطات الحاكمة، وقالوا إن الأيام المقبلة ستشهد ازدهاراً لـ”مشايخ الغفلة”، في إشارة إلى مؤيدي سياسات ولي العهد من المشايخ.

https://twitter.com/_B7R_7/status/982057352651247617

– عائض القرني يحذر من السياسة!

وبعد رحلة عمرية طويلة، خلص الداعية السعودي عائض القرني إلى أن “عالم الشريعة إذا انغمس في السياسة أفسدت عليه علمه وإصلاحه؛ لأن السياسة في غالب أطوارها متلونة متقلبة مخادعة”، وفق ما نشرت عنه الصحف السعودية.

ويُعتبر القرني أحد الناجين من حملة اعتقالات وملاحقات سابقة للسلطات السعودية منذ سبتمبر 2017، استهدفت علماء ومفكرين ودعاة بارزين وأكاديميين وغيرهم، شُنّت بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان، لكن الداعية السعودي أعلن، في 18 يناير الماضي، “توبته” من السياسة، مشيراً إلى أنه أدرك بعد سنين طويلة أن مهمته “تبليغ الدين”.

وحذّر الداعية السعودي من انغماس عالم الشريعة في الأمور السياسية؛ قائلاً إنه إذا اتخذها منهجاً أفسدت عليه علمه وإصلاحه؛ لأن السياسة في غالب أطوارها متلونة متقلبة مخادعة، معتبراً أن السياسة “تعتمد على المناورة والاحتيال والتدليس والتلبيس، والعلم الشرعي يحتاج إلى صدق ووضوح وصراحة؛ وهذا ما يخالف غالب أطروحات السياسة”، بحسب تعبيره.

وعبر مقابلة تلفزيونية مع قناة “إم بي سي” بثت في يناير الماضي، أعلن القرني “توبته” من السياسة، قائلاً إنه طلق “السياسة ثلاثاً لا رجعة فيها”. وردّ على منتقديه بعدم خوضه في الشأن العام وتحويل حسابه في “تويتر” إلى مجرّد أذكار وأدعية، بالقول: “لست محللاً سياسياً وقد تبت من السياسة، والحمد لله أدركت بعد خبرة سنين طويلة في الدعوة أن مهمتي تبليغ الدين؛ التزاماً بقوله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُۚ}، وهذا منهج القرآن والأنبياء”.

وتزامنت تصريحات القرني حول اعتزال السياسة مع حملة اعتقالات لدعاة ومشايخ سعوديين، كان القرني قد شارك معهم في برامج دينية موسمية طيلة السنوات الماضية، منهم الشيخ سلمان العودة ومحمد موسى الشريف وعلي العمري وغيرهم، رغم السنين الطويلة التي كان القرني يُطلِق فيها باستمرار من خلال وسائل الإعلام وعبر منصات التواصل الاجتماعي “تويتر” تصريحات سياسية، ويجمع بين الدعوة والإرشاد والسياسة.

وأرجع بعض المغردين سبب اعتقالات الدعاة السعوديين لتعاطفهم مع قطر وعدم تأييد سلطات بلادهم في فرض الحصار عليها، من قبل الرياض والمنامة وأبوظبي والقاهرة، بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة. وتقول قطر إنها تواجه حملة “افتراءات” و”أكاذيب” تهدف إلى فرض “الوصاية” على قرارها الوطني.

وبدأت الأزمة الخليجية منذ يونيو الماضي لتدخل في شهرها العاشر، وكانت آخر جهود حل هذه الأزمة من قِبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ إذ رتَّب اتصالاً بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وبعد هذا الاتصال غرَّد الشيخ سلمان العودة بـ”تويتر”، قائلاً: “ربنا لك الحمد، لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.. اللهم ألِّف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم”، لتقوده تلك التغريدة إلى المعتقل ولا يزال حتى الآن.

– عادل الكلباني والبلوت!

ليس بعيداً عن توجه الجديد للشيخ عائض القرني، فقد أضفى الداعية السعودي البارز عادل الكلباني، صفة شرعية على اللعبة المعروفة عالمياً بلعبة الورق أو الشدة أو الكوتشينة، وسعودياً بـ”البلوت”، التي ظلت محرمة عقوداً طويلة في المملكة، وذلك في مجاراة لسياسة الانفتاح الداخلي، التي ينتهجها ولي العهد محمد بن سلمان، وحجم بموجبها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وتناقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الأربعاء (4 أبريل 2018) حضور الشيخ الكلباني افتتاح أول بطولة رسمية للعبة البلوت، وتحدثه عن هذه اللعبة مبيحاً إياها، وحاثاً ممارسيها على “التنافس الشريف”، ونشر صورة له على حسابه الرسمي بـ”تويتر”، في أثناء زيارته للبطولة.

وتمنى الكلباني للمشاركين في البطولة التوفيق، وأن يكون التنافس بينهم “شريفاً مع روح رياضية بعيداً عمَّا يشوشه شرعاً وعقلاً وأخلاقاً”. وأضاف أن التنافس الرياضي مطلوب دائماً، لكن يجب أن يكون داخل الحلبة أو الملعب فقط، دون حقد أو بغضاء. وأشار إلى ما تجنيه البلوت من أرباح مالية، مبيناً: “الآن في هذا الزمن، زمن الدراهم، تمنيت أن أعرف بلوت”.

وتعتبر البلوت، حتى قبل إقامة البطولة، محرمة وممنوعة في السعودية، وتمارَس بشكل غير علني، وتحظى بشعبية كبيرة بين السعوديين. وعاد الكلباني وذكر مرة أخرى، خلال مقابلة مع قناة “الإخبارية” السعودية، رغبته في تعلم هذه اللعبة؛ لما فيها من أرباح مالية. وأكد أنه حضر إلى البطولة بدعوة من هيئة الرياضة، وجدد تأكيده أن البلوت تدخل ضمن اللهو غير المحرم، في حين استنكر مغردون عبر “تويتر” ما قاله الشيخ السعودي حول اللعبة.

https://twitter.com/yazid111112/status/981690750340562944

المصدر: الخليج الجديد

أحدث العناوين

الجنايات الدولية تطالب تل أبيب وواشنطن بالتوقف عن ترهيب موظفيها وتعتبره جريمة

قال مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، يوم أمس الجمعة، إن العاملين في المحكمة يتعرضون للتهديد والترهيب، مطالبا بوقف...

مقالات ذات صلة