اعترفت الولايات المتحدة، الست، رسميا بفشل جهودها العسكرية والدبلوماسية لمنع سقوط مدينة مأرب، آخر معاقل الفصائل الموالية للتحالف شمال اليمن، في وقت بدأت فيه وسائل إعلامها مناقشة ما بعد سقوط المدينة والخيارات المتاحة للحيلولة دون توغل “الحوثيين” في عمق المملكة.
خاص – الخبر اليمني:
على الصعيد السياسي، أعلن المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ فشله رسميا في أحداث أي اختراق جديد رغم طرحه مقترحات سبق لصنعاء وأن اشترطتها قبل المكتسبات الأخيرة في مأرب.
ليندركينغ قال في تصريح نشرته صحيفة الشرق الأوسط إن بلاده تعول حاليا على مبادرة للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس جرودنبرغ والتي توقع طرحها قريبا وتتضمن توسيعة لمبادرة المبعوث الأممي السابق مارتن غريفيث، كما أشار إلى أن بلاده ستعود لفرض عقوبات على من وصفهم بـ”الداعمين” للحوثي”.
هذه التصريحات تأتي غداة اختتام ليندركينغ جولة مكوكية جديدة شملت عدة دول في المنطقة بما فيها سلطنة عمان حيث يقيم وفد صنعاء. وكانت الخارجية الامريكية استبقتها بالحديث عن بنود سيركز عليها مبعوثها، منها فتح الموانئ والمطارات في مناطق “الحوثيين” وعائدات النفط في ميناء الحديدة إلى جانب الإصلاح لحكومة معين في تلويح إلى مساعيها توحيد الموارد لصرف مرتبات الموظفين، وجميعها مؤشرات على فشل المبعوث الأمريكي الذي نظم عشرات الجولات في المنطقة منذ تعينه في فبراير الماضي بتحقيق أي انجاز يذكر.
أما على الصعيد العسكري فقد عد صفقة بيع صواريخ أمريكية متوسطة المدى للسعودية محاولة أمريكية لإعادة تعزيز دفاعات المملكة مع تصاعد المخاوف من توغل في عمق المملكة، وفق ما تضمنه تقرير تحليلي نشرته في عددها الجديد مجلة “فورين بوليسي” أو السياسة الخارجية الامريكية، مشيرة إلى أن سقوط مأرب بيد من وصفتهم بـ”الحوثيين” سيشكل منعطف جديد في المنطقة أخطرها على الاطلاق التقدم في عمق الأراضي السعودية.
المجلة اشارت إلى أن الخيارات المتاحة لمواجهة هذه التداعيات أصبحت محدودة ومعدومة وأبرزها تدخل عسكري امريكي وهو ما سيترتب عليه منح الولايات المتحدة وصاية على المنطقة الممتدة في البحر الأحمر وباب المندب وهو ثمن باهض ستدفعه السعودية التي تحاول التوسع هناك ضمن أهدافها للحرب على اليمن ناهيك عن البعد الاستراتيجي لها بحكم اطلالة موانئها على البحر الأحمر.
